إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم إريك مدريد، دكتوراه في الطب
يمكن للأساليب الطبيعية، والأغذية، والمكملات الغذائية أن تحاكي وتنشط وظيفة الببتيدات الشبيه بالجلوكاجون-1، والمعروفة أيضًا باسم محفزات GLP-1.
ترتبط هذه المواد بمستقبلات GLP-1 في الجسم وقد توفر فوائد تنشيط GLP-1 لأمراض مثل داء السكري، وضبط الوزن، ومقاومة الأنسولين، والاكتئاب، والحالات المرضية الأخرى.
الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 (GLP-1) هو هرمون زيديتيني يؤدي دورًا مهمًا في تنظيم نسبة السكر في الدم والشعور بالشبع بعد تناول الطعام. عُرف الببتيد لأول مرة في التسعينيات في لعاب وحش الجيلا، وهو نوع من السحالي. ومن ذلك صُنعت منه في النهاية العقاقير الصيدلانية إكسيناتيد، وليراجلوتايد، وسيماجلوتايد، وتيرزيباتيد.
الأدوية عبارة عن محفزات لمستقبلات GLP-1، والتي تحاكي تأثيرات ببتيدات GLP-1 التي تتشكل بشكل طبيعي وتنتج في القناة الهضمية.
وقد أصبحت هذه الأدوية شائعة في السنوات الأخيرة كعلاج لداء السكري من النوع الثاني بسبب قدرتها على تقليل الشهية وتعزيز تحسين الوزن وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم. وقد حصلت هذه العقاقير الصيدلانية منذ ذلك الحين على الموافقة لعلاج السمنة.
في عيادتي الخاصة، بدأت في استخدام عقاقير GLP-1 مثل إكسيناتيد في عام 2006 وليراغلوتيد في عام 2010 لمرضاي المصابين بداء السكري من النوع الثاني. ولكنها كانت مكلفة وتتطلب حقنًا يومية. كان للجيل الأول من الأدوية فوائد ضئيلة في إنقاص الوزن. ومع ذلك، في أواخر عام 2017، طُرح دواء السكري GLP-1 بجرعة مرة واحدة أسبوعيًا في السوق، وأصبح لدى مرضى السكري الآن خيار الحقن الأسبوعي بدلاً من الحقن اليومي. بدأتُ ألاحظ تحكمًا كبيرًا في مرض السكري، وفي النهاية فقدان الوزن لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يتناولون هذا الدواء. تمكّن العديد من مرضى السكري من النوع الثاني المعتمدين على الأنسولين الذين بدأوا تناول هذا الدواء الجديد من التوقف عن تناول الأنسولين وأدوية السكري الأخرى نتيجة استقرار وزنهم. لاحظ أنه يجب التعاون مع الطبيب المعالج قبل التوقف عن تناول أي دواء.
في عام 2022، أصبحت أدوية GLP-1 متاحة كأدوية لضبط الوزن. ومع ذلك، فإن هذا الدواء باهظ الثمن وغير متوفر للعديد من الأشخاص لأسباب متنوعة. عادةً ما يتحسن الغثيان، وهو عرض شائع، بمرور الوقت، ولكن بالنسبة للبعض - يستمر الشعور بالغثيان، مما يجعل الدواء غير محتمل.
هناك أيضًا مخاطر لأدوية GLP-1 هذه، لذلك يجب استخدام أي شيء يمكن عمله لزيادة مستويات GLP-1 بشكل طبيعي كبديل. عند تناول دواء لمرض السكري، يجب إدراك أن ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر خطورة على المدى الطويل، لذلك يجب إجراء تحليل للمخاطر والفوائد، خاصةً إذا كان الشخص غير قادر على التحكم في نسبة السكر في الدم من خلال الوسائل الغذائية.
نتيجة للتأثيرات السلبية المذكورة أعلاه، ازداد الاهتمام بالطرق الطبيعية لزيادة نشاط GLP-1 من خلال الأطعمة والمكملات الغذائية وتغيير نمط الحياة. عندما نتناول بعض الأغذية، تفرز أجسامنا هرمون GLP-1، والذي يمكن أن يرتبط بمستقبلات GLP-1 وينشطها لتوفير فوائد علاجية.
من خلال زيادة هرمون GLP-1 الداخلي أو استخدام محفزات تحاكي هرمون GLP-1، يمكننا تنشيط مستقبلات GLP-1 والحصول على فوائد علاجية مثل ما يلي:
يعمل GLP-1 على إبطاء عملية الهضم وكبح الشهية وتعزيز عملية الأيض لتعزيز الوزن المثالي.1 تقلل ببتيدات GLP-1 أيضًا من الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتجعل الشخص يشعر بالشبع لفترة أطول. في حين لم تقارن أي دراسات علمية بين العقاقير الصيدلانية والمكملات الغذائية، إلا أن اتباع نظام غذائي صحي يشمل الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والنشاط البدني المنتظم يؤدي دورًا حيويًا في التحكم في الوزن.
يحفز GLP-1 إفراز الأنسولين بطريقة تعتمد على الجلوكوز ويقلل من إفراز الجلوكاجون ويحسن من حساسية الأنسولين، وكل ذلك يساعد على خفض نسبة السكر في الدم.2
توجد مستقبلات GLP-1 في الجهاز القلبي الوعائي. فتنشيطها يخفض ضغط الدم ويقلل من الالتهابات وغيرها من التغيرات الصحية للقلب.3
يرتبط نشاط GLP-1 بانخفاض ترسب الدهون والالتهابات في الكبد، مما قد يساعد على علاج مرض الكبد الدهني.4
عندما يتناول المرء الأطعمة والمكملات الغذائية المعززة لـ GLP-1، يمكن تنشيط مستقبلات GLP-1 والحصول على تأثيرات علاجية واسعة النطاق، من التحكم في الوزن إلى حماية القلب. كما يمكن لتغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة وتقليل التوتر والنوم أن تحسن أيضًا من إنتاج GLP-1 الداخلي. إن استهداف هذا الهرمون المهم بشكل طبيعي هو مجال اهتمام ناشئ للحد من الأمراض المزمنة والوقاية منها.
وقد ثبت أن هناك عدة فئات من المغذيات الطبيعية تحفز إفراز هرمون GLP-1:
يحفز تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والأسماك والبيض والبروتينات النباتية على إفراز بروتين GLP-1، مما يحسن الشعور بالشبع والتحكم في نسبة السكر في الدم.5 أُجريت دراسة عام 20216 أظهرت أيضًا فوائد مسحوق مصل اللبن في زيادة مستويات GLP-1 مقارنةً بالوجبة الضابطة في الدراسة.
أحماض أوميجا 3 الدهنية أحادية التشبع الموجودة في أطعمة مثل زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات، والأسماك الدهنية يمكن أن تعزز مستويات GLP-17، المكسرات مثل اللوز والفستق والفول السوداني قد تزيد أيضًا من مستويات GLP-1، وفقًا للدراسات.8
الألياف القابلة للذوبان مثل الإينولين, بيتا جلوكان، والنشا المقاوم يغذيان بكتيريا الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة الزبدات، مما يزيد بالتالي من إنتاج GLP-1.9 تشمل المصادر الغذائية للبريبايوتكس البصل، والثوم، والموز، والشوفان، والبقوليات. تحفز الأطعمة التي تحتوي على الألياف المخمرة مثل براعم بروكسل، والفاصوليا السوداء، والعدس، والبازلاء المقسمة، والشوفان، والتوت الأمعاء على إفراز ببتيدات GLP-1.10
الأطعمة المزروعة التي تحتوي على بكتيريا مفيدة مثل اللاكتوباسيلوس11 وأنواع البيفيدوبكتريا12 قد تعزز وظيفة GLP-1 من خلال تحسين صحة الأمعاء. يمكن أن يساعد تناول نظام غذائي يحتوي على الزبادي، والكيمتشي، وحساء الميسو، والكومبوتشا، ومخلل الملفوف في الحفاظ على تحسين ميكروبيوم الأمعاء.
وبالإضافة إلى الأطعمة الكاملة الغنية بالمغذيات، أظهرت بعض المكملات الغذائية إمكانية زيادة مستويات GLP-1:
يستخرج البربرين من شجيرة البرباريس (berberis vulgaris) التي تحتوي على نباتات دائمة الخضرة والتساقط. يوجد البرباريس في أوروبا، وشمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا.
قارنت العديد من الدراسات بين البيربيرين وأدوية السكري الفموية الشائعة المعروفة باسم الميتفورمين13. في حين أننا نعلم أن البيربيرين يمكن أن يساعد في تحسين ميكروبيوم الأمعاء، إلا أنه قد يكون مفيدًا أيضًا من خلال آليات أخرى.
على سبيل المثال، يمكن لهذا المركب النباتي أن يحاكي ويعزز تأثيرات GLP-1، وقد ثبت أنه يزيد من إفراز GLP-1 من الخلايا المعوية14. وهذا ما يفسر على الأرجح إحدى الآليات التي يمكن أن يلاحظ من خلالها مرضى السكري تحسنًا في السيطرة على السكر. أُجريت دراسة عام 200915 أظهرت أن البيربيرين يمكن أن يساعد على خفض نسبة الهيموجلوبين السكري HgA1C من 8.3% إلى 7.1%، وهو ما يشبه أدوية السكري التي تُصرف بوصفة طبية.
زيت السمك، وزيت الكريل، ومكملات زيت الطحالب التي توفر أحماض أوميجا 3 الدهنية التي أثبتت الأبحاث الأولية16 أنها يمكن أن تزيد من إفراز GLP-1 في القناة الهضمية.
وفقًا للعديد من المقالات والدراسات البحثية، يحتوي البروبيوتيك على سلالات مثل L. acidophilus، أو B. infantis، أو B. bifidum قد تحفز إنتاج GLP-1 عن طريق تحسين ميكروبات الأمعاء17. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة أُجريت 202418 قد ناقشت قدرة أكرمانسيا على زيادة مستويات GLP-1 في الأمعاء. في دراسة أخرى أُجريت عام 202119 تبيّن أن بروتين P9 الجديد من أكيرمانسيا يساعد الأمعاء على إفراز ببتيد GLP-1.
الإينولين، وسكريات الفركتوليغوساكريدات20 (FOS)، وسكريات الجالاكتوليجوساكريدات21 (GOS) هي ألياف بريبايوتك تغذي بكتيريا الأمعاء المرتبطة بارتفاع مستويات GLP-1.
الكركم، المعروف أيضاً باسم كركم لونجا أو الزعفران الهندي، هو نبات متجذر من عائلة الزنجبيل، وغالبًا ما يتم يؤخذ لخصائصه المضادة للالتهابات، وما يحتويه من مضادات الأكسدة، ولصحة الجهاز الهضمي. يُعتقد أن الكركمين، وهو مادة كيميائية موجودة في الكركم، يوفر العديد من الفوائد الصحية. في حين أن الكثير من الناس استخدموا الكركم كنوع من التوابل لتحسين طعامهم لأكثر من 4000 سنة مضت، فقد أدى الكركم دورًا أساسيًا في الطب! توضح الدراسات العلمية22 أن الكركمين يمكن أن يساعد على زيادة مستويات GLP-1. وجدت دراسة أُجريت عام 202323 أن الكركمين يحفز خلايا L في الأمعاء لإفراز GLP-1 بشكل صريح.
80% من الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من نقص في هذا الفيتامين الذي يكتسبه الجسم من التعرض لأشعة الشمس. وُجد أن المرضى المصابون أمراض مزمنة يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين (د). إن تحسين فيتامين (د) مهم للغاية عند محاولة تحسين صحة العظام. أُجريت دراسة عام 202324 بيّنت أن فيتامين (د) قد يساعد على تعزيز مستويات GLP-1 من خلال تحسين ميكروبيوم الأمعاء.
يربا متة هو عشب شائع في أمريكا الجنوبية ويشيع تناوله كمشروب. يُعتقد أن له العديد من الفوائد الصحية. فهو قد يعزز مستويات الطاقة واليقظة الذهنية بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة. يتناوله الكثيرون للمساعدة على الحفاظ على الوزن.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسات25 أظهرت أن هذا العشب قد يساعد على الشعور بالشبع عن طريق تحفيز مستويات GLP-1 في الأمعاء. وجدت دراسة أُجريت عام 201126 نتائج مماثلة، وخلصت إلى أن "هذه النتائج تشير إلى أن المتة قد يحفز تأثيرات فقدان الشهية عن طريق التحريض المباشر للشبع وتحفيز إفراز GLP-1...". في رأيي، من المحتمل أن تفسر هذه النتائج أيضًا سبب تناول البعض له للمساعدة في استقرار نسبة السكر في الدم.
باختصار، يمكن للأطعمة الغنية بالبروتين، والبريبايوتكس، والدهون الصحية، والبروبيوتيك أن تزيد من إفراز هرمون GLP-1 الطبيعي، وكذلك المكملات الغذائية مثل البيربيرين، والأوميغا 3، وبعض سلالات البروبيوتيك. وقد ثبت أن تنشيط مستقبلات GLP-1 يساعد على إنقاص الوزن والتحكم في نسبة السكر في الدم، وصحة القلب والأوعية الدموية، وصحة الكبد، والوظائف العصبية وغيرها. هناك ما يبرر إجراء المزيد من الأبحاث، ولكن تعزيز إنتاج ونشاط GLP-1 من خلال التدخلات الغذائية تُظهر إمكانات علاجية واعدة لمختلف الحالات المرضية
المراجع:
