إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم د. ميليسا أنزيلون، أخصائية الطب الطبيعي
الشعور الأكثر شيوعًا عند الإصابة باضطراب المعدة هو الغثيان. يمكن للغثيان أحيانًا أن يسبق القيء ويكون بمثابة علامة على حدوث القيء. على الرغم من أن هذه المشاعر/الأفعال ليست ممتعة، إلا أن الغثيان والقيء يعملان كإجراء وقائي لجسمنا، هدفه النهائي هو طرد السموم التي ابتُلعت أو أي شيء يراه الجسم "ضارًا لنا".
الغثيان شائع للغاية؛ في الدراسات، ذكر أكثر من 50٪ من البالغين أنهم أصيبوا بنوبة غثيان واحدة على الأقل خلال 12 شهرًا الماضية. ذكرت النساء إصابتهن بالغثيان أكثر من الرجال بثلاث أضعاف. وفقًا للبحث، لكل فرد حدود مختلفة يمكن أن تتغير من يوم إلى يوم. بمعنى آخر، يمكن لبعض الأشخاص تحمل الكثير قبل أن يشعروا بالغثيان، بينما يتحفز الآخرون للغثيان بسهولة بالغة.
تشارك أجزاء كثيرة من الجسم في عملية الشعور بالغثيان: الجهاز العصبي، وتحديداً الجزء التلقائي — المعروف أيضًا باسم الجهاز العصبي اللاإرادي — والمعدة نفسها، ونظام التحكم في الغدد الصماء أو الهرمونات. يستجيب الجهاز العصبي لأي شيء ضار لنا.
فمثلًا، إذا أكلنا قطعة من الفاكهة المتعفنة عن طريق الخطأ، فإن الجهاز العصبي سيطلب من الفم أن يبدأ في إفراز اللعاب. سيوقف العملية الهضمية وربما يجعل لون البشرة شاحبًا أو يزيد نبضات القلب. هذه الخطوات تهيئ الجسم لطرد الفاكهة المتعفنة حتى لا تؤذينا. ومن المثير للاهتمام أن حالتنا العاطفية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تحفيز الجهاز العصبي. تنتج الهرمونات من أفكارنا. فمثلًا، إذا رأينا شخصًا ما يتقيأ على التلفزيون، فقد يجعلنا ذلك نشعر وكأننا نريد التقيؤ أيضًا.
تشمل الأسباب الأخرى للغثيان تغير الهرمونات أثناء الحمل. يتحكم هرمون معين يسمى فاسوبريسين في مستويات السوائل في الجسم. غالبًا ما يزداد هذا الهرمون مع الغثيان و/أو القيء. دوار "البحر" أو دوار الحركة هو سبب آخر للغثيان، وهو يأتي من الانفصال بين نظام الاستشعار في آذاننا ودماغنا. غالبًا ما يكون أحد هذه الأجزاء من الجسم غير مدرك أننا نتحرك، والغثيان/القيء هو علامة على حدوث ارتباك داخل الجسم. تخيل لو بدأت قدمك في التحرك، لكن عقلك لم يكن على علم بذلك!
بالإضافة إلى ذلك، تعمل العديد من الأعصاب على تحريك الطعام داخل الجهاز الهضمي. تخبر هذه الأعصاب الجهاز الهضمي بأن العضلات بحاجة إلى الضغط. في بعض الأحيان في حالة دوار الحركة أو الحمل، تصدُر هذه الإشارات في الوقت الخطأ، مما يؤدي إلى حدوث خلل في نظام المعدة. هذا الانقباض للمعدة الذي يحدث في غير وقته يمكن أن يسبب الغثيان أو القيء.
يمكنك الحد من الغثيان بعدة طرق، منها تناول الأدوية وتجنب محفزات الغثيان. فمثلًا، يمكن لمضادات الهيستامين الحد من دوار الحركة وفقًا للمحفز الذي سبب الدوار، بينما يمكن أن تعمل المضادات الحيوية على مقاومة العدوى. قد يكون تجنب الطعام الفاسد أو السفر على متن قارب طرقًا إضافية لمنع الغثيان إذا كانت هذه هي الأمور التي تحفز الغثيان لديك. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الحد من الغثيان بطرق طبيعية، مثل استخدام الزنجبيل.
الزنجبيل، أو "Zingiber officinale"، هو أحد التوابل الأكثر استخدامًا في العالم. تنتمي هذه التوابل إلى نفس عائلة نبات الكركم. يخزن جذمور أو جذر نبات الزنجبيل كيتونات مثل جينجيرول، مما يتسبب في إحداث تأثيرات فسيولوجية مختلفة على الجسم.
يعود استخدام الزنجبيل إلى 5000 عام مضت في مستحضرات "ماء الزنجبيل المنشط" الهندية والصينية التقليدية، كما استُخدم بشكل ملحوظ في الإمبراطورية الرومانية وإنجلترا. يستخدم الزنجبيل تقليديًا منذ آلاف السنين للحد من أعراض الصداع النصفي، ونزلات البرد، والتهاب المفاصل، وارتفاع ضغط الدم، والغثيان.
تشمل أشكال الزنجبيل القابلة للاستخدام الزنجبيل الطازج، والمجفف، والمسحوق، والمحلّى، والمبلور. كلما طال انتظارك لحصاده، كلما كانت الرائحة أكثر نفاذًا وقوة. للاستخدام في شكل مسحوق أو زيت — وهو الشكل الأكثر شيوعًا للمكملات الغذائية — يُقترح أن يتم الحصاد بعد تسعة أشهر لزيادة تركيز الجينجيرول.
أكدت دراسات مختلفة أن الزنجبيل ومستقلباته (الأجزاء التي يُنتجها الجسم من تكسير الزنجبيل) تميل إلى التركيز في الجهاز الهضمي. لذا فمن المنطقي أن الزنجبيل له تأثير إيجابي على المعدة. بالإضافة إلى قدرته على تقليل الغثيان، فإنه يتمتع أيضًا بخصائص مضادة للأكسدة. يمكن لهذا النبات أيضًا أن يدعم الانقسام الصحي للخلايا ومستويات الالتهاب الصحية.
الاستخدام الأكثر شيوعًا للزنجبيل هو مكافحة أعراض الغثيان ومنع القيء. بيّنت بعض الدراسات أن هذا العلاج العشبي له نفس فعالية الأدوية المضادة للغثيان التي لا تستلزم وصفة طبية. بمجرابتلاعه في الجسم، يتحلل ويطرد الغازات التي تتراكم في الأمعاء. قد يكون هذا أحد أسباب اضطراب المعدة.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الدراسات قبل السريرية التي أُجريت على الحيوانات أن الزنجبيل يمكن أن يمنع تهيج المعدة من حمض المعدة والكحول. هناك مركب يسمى حمض جنج سلفونيك — الموجود في الزنجبيل — هو المسؤول عن هذه الخاصية الوقائية.
بيّنت دراسات أخرى أن الزنجبيل يمكن أن يحفز إفراغ المعدة وتقلص عضلات الجهاز الهضمي. يمكن لهذا الإجراء أن يخفف من الشعور "بالامتلاء الزائد".
يمكن أن يمنع الزنجبيل دوار الحركة أو "البحر"، حيث أوضحت بعض الدراسات أنه أكثر فعالية من أدوية دوار الحركة التي لا تستلزم وصفة طبية. الزنجبيل يثبط مستقبلات السيروتونين وله تأثير مباشر على الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي. يمنع الزنجبيل أيضًا الغثيان والقيء أثناء الحمل.
يتوفر الزنجبيل في العديد من الأشكال المختلفة، لذا فإن العثور على طريقة للاستمتاع بفوائد هذه العشبة القوية هو أمر سهل نسبيًا.
الزيوت الأساسية هي مشتقات طبيعية من النباتات العطرية. يعود تاريخ هذه المركبات إلى أكثر من 1500 عام. يعتمد تكوين الزيت الأساسي على مجموعة متنوعة من العوامل، منها طريقة الاستخراج والمصدر النباتي. زيت الزنجبيل الأساسي يمكن استخدامه بطرق مختلفة، منها استخدامه في العلاج بالروائح، والذي يعتمد على روائح أو عطور الزيوت الأساسية كعلاج داعم.
بيّنت الدراسات التي أُجريت على استخدام زيت الزنجبيل الأساسي للغثيان بعد الجراحة تحقيق نتائج إيجابية. في إحدى الدراسات، تتبع الباحثون تأثير استخدام زيت الزنجبيل الأساسي مقارنة بالعلاج الوهمي. في الشهر الذي جمعوا فيه البيانات، وجدوا أن استنشاق زيت الزنجبيل الأساسي كشكل من أشكال العلاج العطري يقلل بدرجة كبيرة من الغثيان والقيء مقارنة بالعلاج الوهمي.
كبسولات الزنجبيل هي على الأرجح أكثر أشكال الزنجبيل شيوعًا. يوفر التغليف زيادة في التوافر البيولوجي للزنجبيل النشط. كما يوفر طلاء الكبسولة إطلاقًا محكومًا لجزء معين من الجهاز الهضمي.
كانت الدراسات التي تبحث في توافق وفعالية الزنجبيل المغلف مع النساء الحوامل واعدة. أُجريت إحدى الدراسات على النساء اللاتي عانين من الغثيان والقيء بعد 13-15 أسبوعًا من حملهن. كان الزنجبيل فعالاً في تقليل عدد مرات تقيؤ النساء وشدة غثيانهن.
يستخدم شاي الزنجبيل في الطب الصيني التقليدي للحد من آلام المعدة بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأعراض، منها الغثيان والقيء. غالبًا ما ترجع الأسباب الجذرية للعديد من الأعراض إلى زيادة الاستجابة الالتهابية في الجسم. هذه الظاهرة الوقائية الطبيعية يمكن أن تلحق الضرر وتعطل العمليات الفسيولوجية الطبيعية في الجسم، وخاصة في الجهاز الهضمي.
أوضحت الدراسات أن خلاصة شاي الزنجبيل تقلل من تنظيم الاستجابات الالتهابية والمواد الكيميائية التي تسمى السيتوكينات في الجسم. هذا يؤدي إلى تحسين أداء الجسم والجهاز الهضمي.
من الأشكال الحديثة لتناول الزنجبيل هي العلكات. تمنح هذه المنتجات طعم زنجبيل دافئ يدوم لفترة. بيّنت الدراسات أن هذا الشكل فعال في الحد من أعراض دوار الحركة.
على الرغم من أن اضطراب المعدة شائع جدًا، إلا أنه لحسن الحظ، يمكن تخفيفه بطريقة طبيعية باستخدام الزنجبيل.
المراجع:
