إخلاء مسؤولية:لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذه المدونة هو لغرض تقديم معلومات فقط. يرجى استشارة الطبيب أو غيره من متخصصي الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو خيارات العلاج. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذه المدونة بديلاً عن نصيحة أخصائي الرعاية الصحية. لم تتم الموافقة على الادعاءات المقدمة حول منتجات محددة في هذه المدونة لتشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه.
بقلم الدكتورة كارلي بيجينز، طبيبة العلاج الطبيعي
زهرة الآلام هي علاج طبيعي معروف بخصائصه المهدئة والمريحة، وهي زهرة مستخدمة في جميع أنحاء العالم.
تنتمي زهرة الآلام إلى عائلة نباتات Passiflora، وموطنها الأمريكيتان، وتحديدًا الجزء الاستوائي الجنوبي الشرقي في شمال أمريكا. تنمو الزهرة ككرمة متسلقة في أوروبا، وآسيا، والعديد من الأماكن الأخرى في جميع أنحاء العالم.
أطلق عليها كهنة الروم الكاثوليك اسم زهرة الآلام (Passion) في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كانت زهرة الآلام تعبر عن صلب المسيح، الذي وُصفت أيامه الأرضية الأخيرة باسم "The Passion".
تضم زهرة الآلام أكثر من 500 نوع، إلا أن Passiflora incarnata هو النوع الأكثر استخدامًا في المكملات الغذائية والعلاجات الصحية الطبيعية.
استخدمت العديد من الثقافات حول العالم زهرة الآلام كعلاج شعبي. عرفها المعالجون بالأعشاب في أمريكا الجنوبية بشكل شائع، واكتشفها طبيب إسباني يدعى مونارديس عام 1569. في عام 1633، نشر اليسوعي فيراري كتابًا بعنوان De Florum Cultura، حيث وصف زهرة الآلام وأجزائها المختلفة على أنها تمثيل رمزي لآلام المسيح (Passion of Christ). وصف الكاتب الصور التالية: الأوراق ذات الفصوص الثلاث كالرمح، والمبيضين على شكل الكأس، والأسدية الخمسة هي الجروح الخمسة.
أعطى اليسوعيون الاسم اللاتيني لزهرة العاطفة: Passio، أي المعاناة، و flos التي تعني الزهرة، و incarnata التي تُترجم إلى " صُنع الجسد" أو التناسخ. وهكذا، جاء اسم زهرة الآلام "Passiflora incarnata".
لقد استُخدمت زهرة الآلام في المعالجة المثلية الأمريكية كمسكن للأعصاب في الحرب العالمية الأولى، وفي الطب الشعبي البرازيلي، واستخدمها الأمريكيون الأصليون لعلاج الدمامل والجروح. في أوروبا، استُخدمت بشكل تقليدي لعلاج الأرق.
تتمتع زهرة الآلام بتاريخ قوي من القيمة الطبية الجيدة في كل من الماضي والحاضر. يدعم الدليل التجريبي استخدامها كدواء، كما تدعمها أيضًا مجموعة متنوعة من الدراسات البحثية الطبية.
زهرة الآلام لها العديد من الفوائد الطبية التي قد تحسّن حياتك. يؤثر القلق والأرق على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يمكن أن تكون زهرة الآلام علاج جيد لمكافحة هذه المشاكل وغيرها بشكل طبيعي.
وجدت دراسة أجريت على مرضى ما قبل الجراحة أن تناول زهرة الآلام عن طريق الفم يقلل من القلق لدى المرضى قبل الخضوع لعملية جراحية. وجد الباحثون أن إعطاء زهرة الآلام عن طريق الفم قبل إجراءات جراحة العيادات الخارجية قلل من القلق لدى المرضى دون تناول مهدئات.
وجدت دراسة أخرى أن زهرة الآلام كانت فعالة في علاج المرضى المصابين باضطراب القلق العام (GAD). قارنت هذه الدراسة تأثير زهرة الآلام (Passiflora incarnata) مع عقار دوائي شائع يستخدم لعلاج اضطراب القلق العام، وهو عقار أوكسازيبام (Oxazepam). خلُصت الدراسة إلى أن كلًا من زهرة الآلام وأوكسازيبام قد عالجا اضطراب القلق العام بشكل فعال، ولا يوجد فرق كبير في بروتوكول استخدامهما. ولكن، كانت هناك المزيد من المشكلات المتعلقة بضعف الأداء الوظيفي لدى المجموعة التي تناولت أوكسازيبام.
في حين أن الطب التقليدي قد استخدم زهرة الآلام لعلاج القلق لفترات طويلة، إلا أن البحث العلمي الحديث يشترك في تأكيد شرعية هذا العلاج النباتي المعروف بخصائصه المعالجة للقلق.
وجدت الأبحاث أن شرب شاي زهرة الآلام يمكن أن يحسن جودة النوم للبالغين الأصحاء. في هذه الدراسة، شرب المشاركون شاي زهرة الآلام الأرجوانية كل ليلة لمدة سبعة أيام. بعد أسبوع من تناول شاي زهرة الآلام، أعرب المشاركون عن احساسهم بتحسن جودة النوم.
وجدت الأبحاث الإضافية التي أجريت على الفئران لاختبار تأثير زهرة الآلام على النوم أنها زادت بشكل كبير من إجمالي وقت النوم. وهكذا، خلُص الباحثون إلى أن مستخلص زهرة الآلام هو محفز جيد للنوم.
زهرة الآلام لها تأثير محفز للنوم بسبب قدرتها على زيادة حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) في الدماغ. قد يساعد GABA على تحسين جودة النوم لأنه يقلل من نشاط الدماغ.
أجرى مركز أبحاث نفسية دراسة صغيرة على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. أُعطي الأطفال أقراص زهرة الآلام لمدة ثمانية أسابيع. تشير النتائج إلى أنها يمكن أن تكون عاملاً علاجيًا جديدًا لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. أخذت الدراسة في اعتبارها أن الآثار الجانبية لزهرة الآلام كانت مقبولة، واعتبرت ذلك ضمن فوائدها.
بالنظر إلى قدرة زهرة الآلام على التهدئة، لا يتطلب الأمر تفكيرًا كثيرًا لفهم كيف يمكن أن تُفيد الزهرة طفل مفرط النشاط أو بالغ مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. آثار زهرة الآلام المهدئة من شأنها أن تهدئ بشكل طبيعي فرط النشاط، وتُخفف الأعراض المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
في حين أن زهرة الآلام مريحة ومهدئة بشكل عام، إلا أنه قد تبيين أن هناك سلالتان إضافيتان في عائلة زهرة الآلام لهما خصائص مهدئة للمعدة.
حتى الآن، ثبُتت الفوائد الصحية للأمعاء فقط لدى الفئران حيث لم تُنشر أي دراسات على البشر حتى الآن. ومع ذلك، تُظهر البحوث فوائد واعدة لصحة الجهاز الهضمي.
تبين أن مستخلص زهرة الآلام من نوع "Passiflora serratodigitata" لديه نتائج إيجابية عند استخدامه لعلاج القرحة لدى الفئران. وبالمثل، وُجد أن زهرة الآلام من نوع "Passiflora foetida" تساعد أيضًا على تخفيف القرحة لدى فئران التجارب.
لوحظ أن للزهيرة تأثيرًا مضادًا للتشنج لدى الفئران التي عولجت بمادة كيميائية لإحداث نوبات في تجربة طبية. يجب إجراء المزيد من الأبحاث لدعم هذه النتائج، لكنه مؤشر واعد على أن زهرة الآلام يمكن أن تكون خيارًا علاجيًا محتملًا لمرضى النوبات.
يمكن تناول زهرة الآلام في شكل صبغة سائلة. الصبغة هي عادة مستخلص عشبي في قاعدة كحولية. تصنع العديد من الشركات صبغات تعتمد على الجلسرين لمن يريدون تجنب تناول الكحول نهائيًا.
شاي زهرة الآلام هو وسيلة شائعة أخرى للاستمتاع بفوائد الزهرة المهدئة. يمكن أن يكون كوب الشاي الدافئ قبل النوم مهدئًا، وقد يمنحك نومًا أفضل.
أخيرًا، تعتبر الكبسولات طريقة مناسبة وسهلة أثناء السفر للاستمتاع بفوائد زهرة الآلام.
كما هو الحال دائمًا، تحدث إلى طبيبك قبل تناول زهرة الآلام أو أي مكمل عشبي جديد.
على الرغم من اعتبار زهرة الآلام آمنة بشكل عام، إلا أنها قد تسبب آثارًا جانبية مثل الدوخة والارتباك والنعاس.
بسبب هذه الآثار الجانبية المحتملة، لا ينبغي أن تؤخذ قبل القيادة أو تشغيل الآلات الثقيلة. تجنب تناول زهرة الآلام مع المهدئات الأخرى. لأنها قد تسبب تقلصات الرحم، يجب عدم تناولها أثناء الحمل أو الرضاعة.
المراجع:
