لا تعد الببتيدات عنصرًا جديدًا في مكونات العناية بالبشرة. مع شعبيتها المتزايدة على مدار العامين الماضيين، دخلت الببتيدات كمكون في المزيد والمزيد من المنتجات المضادة للشيخوخة - حيث يتفق العديد من المهتمين بالتجميل وخبراء البشرة على فوائد الببتيدات في العناية بالبشرة.

لكن ما هي الببتيداتبالتحديد، وماذا يفترض أن تفعل لبشرتنا؟ إذا كنت فضوليًا، فاسمح لي كطبيب أمراض جلدية معتمد، بتحليل السبب العلمي وراء استخدام الببتيدات ولماذا قد ترغب في دمجها في نظام العناية ببشرتك.

ما هي الببتيدات؟

يمكنك التفكير في الببتيدات باعتبارها اللبنات الأساسية للبروتينات، والتي تتألف من سلاسل مجموعات مختلفة من الأحماض الأمينية. تخدم الآلاف من جزيئات الببتيدات الموجودة بشكل طبيعي في أجسامنا وظائف إشارات مختلفة للحفاظ على التوازن أو الاتزان داخل نظامنا.

في الجلد، تبنيالببتيداتالكولاجين، والإيلاستين، والكيراتين، وكلها أمثلة على البروتينات التي تلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على الدعم والبنية داخل بشرتنا. مع تقدمنا في العمر، نفقد الكولاجينوالإيلاستين، مما يؤدي إلى فقدان الدعم والبنية التي تحتاج إليها بشرتنا للحفاظ على مظهرها الصحي والشبابي. يؤدي ذلك إلى ذبول البشرة، وظهور الخطوط الدقيقة، والتجاعيد، والتغيرات النسيجية المرئية، وانخفاض المرونة... كما تفهم.

فوائد الببتيدات في العناية بالبشرة

الببتيدات هي مركب رائج في مستحضرات العناية بالبشرة نظرًا لقدرتها على الامتصاص بسهولة من قبل الجلد، ودورها في أداء مجموعة متنوعة من الوظائف، مثل تقليل علامات الشيخوخة المبكرة. لفهم كيفية عمل الببتيدات، دعونا نرجع خطوة إلى الوراء لنلقي نظرة على فسيولوجيا شيخوخة الجلد.

يحتوي الجلد على خلايا ليفية، وهي خلايا متخصصة في بناء النسيج الخارجي للخلية في بشرتنا. النسيج الخارجي للخلية هو عبارة عن هيكل تنظيمي معقد وديناميكي يشكل أكثر من 70% من الوزن الجاف لبشرتنا، وهو مسؤول عن تجديد البشرة. عندما يَضْعُفُ النسيج الخارجي للخلية بسبب تراجع الكولاجين والإيلاستين، تظهر علامات الشيخوخة المرئية.

يساعد الاستخدام السطحي لببتيدات العناية بالبشرة على تعزيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين عن طريق تحفيز هذه الخلايا الليفية عبر سلسلة إشارات معقدة، والتي تساعد بدورها في مكافحة الشيخوخة الخلوية التي تحدث مع تقدمنا في السن. ليس هذا كل شيء من الناحية النظرية، حيث أظهرت العديد من الدراسات قدرة الببتيدات على تحسين مظهر خطوط الوجه وزيادة نعومة ومرونة الجلد.

قد تمنحك المنتجات التي تحتوي على الببتيدات الفوائد التالية:

  1. تقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد: قد يُشكل المنتج الذي يحتوي على الببتيدات إضافة رائعة لروتين مكافحة شيخوخة البشرة نظرًا لخصائصه المعززة للكولاجين، والتي تقلل في النهاية من ظهور الخطوط الدقيقة عن طريق نفخ الجلد.
  2. الترطيب وتعزيز وظيفة حاجز البشرة: قدرة الببتيدات على الاحتفاظ بالترطيب تجعلها مكونًا متكررًا في المرطبات، وتعزز وظيفة الحاجز الطبيعي للبشرة، والذي يشكل خط الدفاع الأول ضد التهديدات الخارجية. يُشكل حاجز البشر عاملاً جوهريًا في منع وصول العناصر الضارة (أي السموم، والمواد الكيميائية، والجسيمات المعدية) مع الحفاظ في الوقت نفسه على العناصر المفيدة (عن طريق منع فقدان الماء عبر الجلد).
  3. تهدئة البشرة الحساسة أو المعرضة لحب الشباب:تحتوي الببتيدات على مضادات أكسدة مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون منحب الشباب أو أصحاب البشرة الحساسة بسبب خصائص الببتيدات المضادة للالتهابات، والتي توفر تأثيرات مهدئة وملطفة.

أنواع الببتيدات

تخدم الببتيدات المختلفة وظائف متعددة داخل الجلد. ولهذا السبب تستخدم العديد من المنتجات أكثر من ببتيد واحد في نفس التركيبة. هناك أربع مجموعات رئيسية من الببتيدات المستخدمة في مستحضرات التجميل:

  • الببتيدات الإشعارية
  • الببتيدات الحاملة
  • الببتيدات المثبطة للإنزيم
  • الببتيدات العصبية

تعمل كل مجموعة من هذه الببتيدات عبر مسار مختلف لممارسة تأثيراتها المضادة للشيخوخة.

الببتيدات الإشعارية

الببتيدات الإشعارية هي الأكثر استخدامًا في العناية بالبشرة. إنها تعمل على إرسال رسائل أو إشارات إلى الجلد لتعزيز إنتاج الكولاجين، والإيلاستين، والبروتينات الأخرى الهامة.

الببتيدات الحاملة

تجلب الببتيدات الحاملة المعادن الشحيحة، مثل النحاس، إلى الجلد. لقد عرفنا منذ عقود أهمية النحاس في بناء الكولاجين الوظيفي الناضج. (حقيقة مسلية: تعمل مركبات النحاس أيضًا على مكافحة ظهور الشيخوخة الضوئية عن طريق تفتيح البقع العمرية!)

الببتيدات المثبطة للإنزيم

تعمل الببتيدات المثبطة للإنزيم على إبطاء الفقدان الطبيعي للكولاجين الذي يحدث بمرور الوقت.

الببتيدات العصبية

تعمل الببتيدات العصبية على إضعاف ظهور الخطوط الدقيقة عن طريق حجب الإشارات العصبية المشاركة في انقباض العضلات. هل تعرف أين توجد الببتيدات العصبية؟ حقن السموم العصبية مثل البوتوكس! في الواقع، أحب كثيرون الببتيدات العصبية في مستحضرات "البوتوكس الموضعي" للعناية بالبشرة.

قبل أن تتملكك الإثارة، من المهم معرفة أن المنتج الموضعي لن يأتي على الأرجح بنفس درجة استرخاء العضلات مع السم العصبي القابل للحقن لأنه ببساطة لا يمكنه اختراق الجلد بعمق - ما يزال البوتوكس والسموم العصبية الأخرى (الديسبورت، والزيومين) الأبرز في هذا الصدد.

كيفية استخدام الببتيدات في العناية بالبشرة

إذن، من أين يجب أن تبدأ فيما يخص العناية بالبشرة عند البحث عن طرق دمج منتجات الببتيدات؟ من الممكن أن تحصلي على أقصى استفادة من خلال استخدام منتجات البشرة مثل المرطبات، أو الأمصال، أو كريمات العين.

المرطبات.

المنتجات متعددة المهام هي الحل الأمثل. تعمل الببتيدات بشكل جيد مع معظم المكونات الأخرى الموجودة عادةً في المرطبات. ابحثي عن مرطب يحتوي على مكونات أخرى مفيدة مثل حمض الهيالورونيك والنياسيناميد والسكوالان وفيتامين B5.

يحتوي مرطب Olay Regenerist Collagen Peptide 24 على ببتيد فائق الصغر حاصل على براءة اختراع في تعزيز الامتصاص الفائق.

الأمصال

للحصول على منتج مركّز، يمكنك وضع طبقة تحت المرطب أو استخدام مصل. يعمل كل من مصل الببتيدات والكولاجين المتقدم من DERMA E وزيت الوجه Sympli Beautiful Age Refining على تعزيز الاستفادة من قوة الببتيدات المتعددة في تركيباتهما.

كريمات العين

بالنسبة للمنطقة الحساسة أسفل العين، استخدمي كريم عين مليء بالفيتامينات والببتيدات، مثل كريم العين CosRx Advanced Snail Mucin Peptide ، الذي يحتوي على خمسة ببتيدات مختلفة. كريم Neutrogena Peptide Multi Action هو خيار آخر جيد، حيث يحتوي على اثنين من الببتيدات المختلفة بالإضافة إلى فيتامينات B وC وE للمساعدة في تفتيح وإزالة الانتفاخ تحت العينين.

الأقنعة الورقية

إذا كنتِ ترغبين في الاسترخاء ومنح نفسك القليل من التدليل، فجربي قناع الوجه الورقي المصنوع من الببتيد مثل قناع Collagen Peptide Vital Beauty الخاص بعلامة Mary & May أو قناع الوجه Lapcos Collagen Beauty Firming.

الببتيدات الفموية

لن تكتمل المقالة عن دور الببتيدات في عالم التجميل دون ذكر مكملات الكولاجين الفموية. كثيرًا ما تأْتِينِى أسئلة عن المكملات الغذائية المضادة للشيخوخة وما إذا كانت تستحق المال، لذلك دعونا نخصص بعض الوقت للحديث عن مكملات الببتيد الفموية القابلة للهضم.

تُعد مكملات الكولاجين موضوعًا جدليًا في مجال الأمراض الجلدية بسبب عدم وجود دراسات سريرية قوية ومتقنة تتناول آثارها على العناية بالبشرة. قد يُسهل تناول ببتيدات الكولاجين عن طريق الفم عملية توصيلها وامتصاصها عبر الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم. وبمقارنتها بالمستحضرات الموضعية، ينبغي أن يؤدي ذلك إلى زيادة فعالية التأثير المنشود للكولاجين.

وعلى الرغم من عدم وجود أدلة قوية وقاطعة حتى الآن لدعم التوصية باتباع روتين مكملات ببتيد الكولاجين الغذائية، إلا أننا نعرف أنها آمنة جدًا وقد تأتي بفوائد تتجاوز مكافحة الشيخوخة، بما في ذلك صحة العظام والمفاصل. ومع ذلك، من الجيد استشارة طبيبك قبل تناول أي مكمل غذائي جديد.

نصائح لاستخدام الببتيدات

سواء كنتِ تخططين لاستخدام الببتيدات في شكل أمصال، أو منظفات، أو مرطبات، أو أقنعة، إليكِ بعض النصائح المفيدة التي يجب أخذها بعين الاعتبار. معظمها لطيف بما يكفي لاستخدامها مرتين يوميًا، ومع ذلك، لتحقيق أقصى استفادة من منتجكِ، تجنبي استخدامه في نفس الوقت مع بعض العناصر النشطة، مثل AHAs (أحماض ألفا هيدروكسي)، حيث تعمل الأحماض على تكسير البروتينات وقد تجعل مصل أو كريم الببتيد أقل فعالية. خلال النهار، احتفظي بتأثيره من خلال استخدام واقي من الشمسكإجراء نهائي.

الرأي الختامي

الببتيدات مركبات مثيرة لعدة أسباب. أولاً، نحن نفهم آلية عملها وكيف تعمل بلطف شديد لدعم عدد لا يُحْصَى من الوظائف البيولوجية. يعمل الباحثون باستمرار على تطوير طرق جديدة ومبتكرة لتطبيق هذه المعرفة، ونحن الآن في مرحلة تحظى فيها الببتيدات بمكانتها الراسخة كمكون مطلوب للعناية بالبشرة.

ومع ذلك، تحديد التوقعات هو جزء من وظيفتي، وسيكون من فرط التفاؤل الاعتقاد بأن الببتيدات وحدها قد تكون بنفس فاعلية المكونات القديمة المضادة للشيخوخة والتي تم دراستها بشكل أفضل. على الرغم من أن الببتيدات ليست بديلاً لعناصر فعالة مثل الرتينوئيدات، ومضادات الأكسدة، والواقي من الشمس، إلا أنني أعتقد أنها قد تكون مُتَمِّمة لأي روتين قائم للعناية بالبشرة.

المراجع:

  1. Draelos ZD, Kononov T, Fox T. An Open Label Clinical Trial of a Peptide Treatment Serum and Supporting Regimen Designed to Improve the Appearance of Aging Facial Skin. J Drugs in Dermatol. 2016;15(9): 1100 – 1106.
  2. Lupo MP, Cole AL. Cosmeceutical peptides. Dermatol Ther. 2007 Sep-Oct;20(5):343-9. 
  3. Skibska A, Perlikowska R. Signal Peptides - Promising Ingredients in Cosmetics. Curr Protein Pept Sci. 2021;22(10):716-728. 
  4. Widgerow AD, Fabi SG, Palestine RF, Rivkin A, Ortiz A, Bucay VW, Chiu A, Naga L, Emer J, Chasan PE. Extracellular Matrix Modulation: Optimizing Skin Care and Rejuvenation Procedures. J Drugs in Dermatol. 2016;15(4): s63-s71.