لا تزال شعبية الأسلوب النباتي في ازدياد حيث يجرب المزيد من الأفراد المهتمين بصحتهم النظم الغذائية النباتية. عند اتباع حمية نباتية يجب إجراء تعديلات واعية باستمرار للتأكد من تناول ما يكفي من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن لتعزيز الصحة طول العمر واستدامة النظام الغذائي.

فمثلاً، يجب الاهتمام بتناول فيتامين ب-12 والزنك والكالسيوم والحديد  وأحماض أوميجا 3 الدهنية بالكميات الصحيحة عند اتباع نظام غذائي نباتي.

تعد التعديلات والإضافات على النظام الغذائي النباتي أكثر أهمية للرياضيين النباتيين والأفراد النشيطين، لأن متطلباتهم واحتياجاتهم الجسدية اليومية ستكون أعلى من الفرد قليل الحركة. عندما تُحرك جسمك دائماً وتُركز على الأداء، من المهم الانتباه إلى بعض العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية للأداء الرياضي.

المكملات النباتية للرياضيين التي تستهدف الأفراد النشيطين وعشاق اللياقة البدنية هي طريقة يمكنهم بها تجديد مخزونهم من المغذيات والطاقة ودفع الأداء أكثر. في هذا المقال، سنناقش ثلاثة مكملات رياضية نباتية أساسية يمكن للأفراد النشيطين إضافتها إلى نظامهم اليومي، وينبغي عليهم التفكير في ذلك. 

‌‌‌‌1. البروتين

البروتين أساسي للغاية للأداء والتعافي والنمو المستمر، وهذا ينطبق بالأخص على الرياضيين النباتيين المهتمين بصحتهم. ليس من المستحيل الحصول على ما يكفي من البروتين في النظام الغذائي النباتي، ولكن عادة ما يحتاج المرء إلى وضع استراتيجية أكثر انضباطاً في التناول، وهنا يأتي دور مسحوق البروتين النباتي.

مسحوق البروتين النباتي يعد أمراً رائعاً لرفع معدل تناول البروتين اليومي كما يضم بعض الفوائد التي لا يجب تجاهلها. بالنسبة للمبتدئين، تأتي معظم مساحيق البروتين النباتي غنية بالأحماض الأمينية الأساسية. الأحماض الأمينية هي اللبنات الأساسية للبروتين والعديد من مصادر البروتين النباتي تفتقر إلى القائمة الكاملة للأحماض الأمينية الأساسية. يمكن لمساحيق البروتين النباتية أن تسد هذه الفجوة عن طريق زيادة كمية الأحماض الأمينية اليومية.

من خلال زيادة تناول البروتين اليومي، يمكن للرياضيين النباتيين التأكد أيضاً من توليف بروتين العضلات، وهي عملية يؤديها الجسم باستخدام البروتين لبناء وإصلاح العضلات. عند توليف بروتين العضلات، فإن النطاق الكامل للأحماض الأمينية الأساسية ضروري لخلق بيئة بنائية داخل العضلات.

اقترحت إحدى الدراسات التي نُشرت في عام 2012 في مجلة علم وظائف الأعضاء أن المكملات ذات النطاق الكامل من الأحماض الأمينية الأساسية تؤدي دوراً أكبر في تحفيز تخليق بروتين العضلات بعد النشاط البدني. بعد وضع ذلك في الاعتبار، من المهم للرياضيين النباتيين إدراك مصادر البروتين التي يتناولونها بالإضافة إلى مجموعة الأحماض الأمينية التي فيها.  

بالنسبة للنقطة المذكورة أعلاه عن أهمية البروتين في النظام الغذائي النباتي، كانت هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن البروتينات النباتية يمكنها المساعدة على تعزيز تكوين الجسم والأداء وسمك العضلات وحتى إنتاج القوة. نُشرت دراسة بعينها تستحق الذكر عام 2019 في مجلة الرياضة قارنت بين مصل اللبن  وبروتين البازلاء وكيفية تأثيرهما على التدريب الوظيفي عالي الكثافة لمدة ثمانية أسابيع. 

تم تقسيم الخاضعين إلى هذه الدراسة إلى مجموعة تناولت بروتين مصل اللبن ومجموعة تناولت بروتين البازلاء. قدّم القائمون على الدراسة مخفوق البروتين للخاضعين إلى الدراسة قبل وبعد التمرين وبين الوجبات في أيام عدم التدريب. قبل وبعد التدريب، سجل القائمون على الدراسة سُمك عضلة كل فرد، وقوة التمرين القصوى للقرفصاء ورفع الثقال، وتحليل المعاوقة الكهربائية الحيوية (BIA) لتكوين الجسم، واختبار سحب منتصف الفخذ لإنتاج القوة. 

بعد ثمانية أسابيع من التدريب، وجد القائمون على التجربة أن كلتا المجموعتين تحسن لديهما سُمك العضلات، وتكوين الجسم، وقوة التمرين القصوى، وإنتاج القوة، وكانت نتائج كلا البروتينين متماثلة في كل ذلك. من الجدير بالذكر الآن أن هذه النتائج من المحتمل أن تكون منتجات ثانوية للتدريب المستمر وليس فقط مسحوق البروتين، ولكن، يظل طعاماً جيداً يمكن التفكير به عند الاهتمام بأهمية البروتين عالي الجودة وإقرانه بالنشاط.

3 أسباب تجعل الرياضيين النباتيين يفكرون في تناول مسحوق البروتين 

  1. معظم مساحيق البروتين النباتية تحتوي على مجموعة كاملة من الأحماض الأمينيةالأساسية، والتي يمكن أن تملأ الفجوات التي تُقصر فيها الأطعمة الأخرى.
  2. إنها رائعة عند تناولها قبل أو بعد التمرين، أو في أي وقت من اليوم حيث يمكن للوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين أن تفيد في إنتاج الطاقة والتعافي.
  3. يمكن استخدامها لتعزيز أطعمة مثل الشوفان وتقديم نكهة إضافية وزيادة التنوع في النظام غذائي، كما أنه من السهل تناولها أثناء التنقل. 

‌‌‌‌2. الكرياتين 

الكرياتين هو مكمل رياضي آخر يمكن للنباتيين النشيطين الاستفادة منه بشكل كبير. الكرياتين ضروري للحياة اليومية ويؤدي دوراً كبيراً في النشاط البدني. في الجسم، يعتبر الكرياتين مركباً عضوياً يعيد تدوير الأدينوزين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو الشكل الأساسي للطاقة الموجودة في خلايانا ويوجد بشكل كبير داخل الدماغ والأنسجة العضلية. 

في التمرين، يقدم الكرياتين عدداً كبيراً من الفوائد كتحسين إنتاج الطاقة ونمو العضلات وزيادة حجمها. إنه واحد من المكملات القليلة التي أُجريت عليها العديد من الدراسات وأثبتت أن لها فوائد مماثلة، لذلك فهو مكمل يجب أن يُنظر إليه على الأقل كمكمل لحياة الفرد النشط. التحذير الوحيد الذي يجب أخذه في الاعتبار عند تناول الكرياتين هو أنه من الطبيعي في الأنظمة الغذائية وجوده في الغالب داخل المنتجات الحيوانية، مما يجعل من الصعب على النباتيين تناول ما يكفي منه بشكل يومي، وخاصة الأفراد النشيطين للغاية. 

بشكل عام، تحتوي الأنظمة الغذائية الخالية من المنتجات الحيوانية على كميات أقل من الكرياتين ويمكن أن يتسبب طول عمر النظام الغذائي النباتي في انخفاض طبيعي للكرياتين الموجود داخل الجسم.

في دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية، أُجري استكشاف للعديد من الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية ومناقشتها مع أفضل الاستخدامات للرياضيين النشيطين النباتيين. كان الكرياتين من بين قائمة المكملات الرياضية التي ثبُت أنها الأكثر قيمة بسبب أن الأنظمة الغذائية النباتية تفتقر عموماً إلى كميات كافية من الكرياتين في وجباتها الغذائية. 

3 أسباب تجعل الرياضيين النباتيين يفكرون في تناول الكرياتين

  1. الأشخاص الذين يتبعون الأنظمة الغذائية الخالية من المنتجات الحيوانية عادة ما يكون لديهم كرياتين أقل في أجسامهم.
  2. الكرياتين هو أحد المكملات الغذائية القليلة التي خضعت لكمية جيدة من الأبحاث التي تدعم فوائدها وتذكر أفضل استخداماتها.
  3. بالنسبة للكثيرين، من السهل إضافة الكرياتين إلى نظام غذائي أو نظام مكملات موجود مسبقاً، كما أنه يمكن خلطه وتناوله مع جميع السوائل تقريباً. 

‌‌‌‌3. بيتا ألانين 

هناك مكمل مفيد آخر يمكن للاعبين النباتيين التفكير في تناوله، وهو بيتا ألانين. بيتا ألانين هو حمض بيتا أميني موجود بشكل طبيعي في الغالب في اللحوم والدواجن. على غرار الكرياتين، قد تكون الأنظمة الغذائية الخالية من المنتجات الحيوانية منخفضة في هذا الحمض الأميني المفيد أيضاً. 

في الجسم وعند ممارسة الرياضة، يعتبر بيتا ألانين مفيداً بسبب تفاعله مع الكارنوزين، وهو مضاد أكسدة وعازل خلوي يوجد في العضلات والجهاز العصبي. بالنسبة للأفراد النشيطين، يمكن أن يؤدي بيتا ألانين دوراً حيوياً في زيادة مستويات الكارنوزين في العضلات. 

قد يزيد الكارنوزين العضلي بسبب مكملات بيتا ألانين مما قد يؤدي إلى تحسين أداء التمرين عالي الكثافة. من المفيد أن يعرف ذلك الرياضيين الذين يشاركون في تمارين قصيرة، عادة 60 ثانية أو أقل. بالإضافة إلى تحسين الأداء عالي الكثافة، من المحتمل أيضاً أن يكون بيتا ألانين مفيداً في تخفيف التعب في بداية التدريبات الطويلة، لذا قد يكون من المفيد تناوله لمن يتدربون التدريب عالي الكثافة (HIIT) وعشاق تمارين الكارديو. يمكن تناول بيتا ألانين قبل التمرن وخلطه بالعصائر أو السوائل ذات النكهات لتسهيل تناوله. 

سببان يجعلان من اللازم للرياضيين النباتيين التفكير في تناول بيتا ألانين


  1. قد يزيد هذا الحمض بيتا الأميني من مستويات الكارنوزين التي قد تكون أقل بشكل طبيعي في الأنظمة الغذائية النباتية.
  2. بيتا ألانين قد يساعد على تحسين التمارين عالية الكثافة، وظهور التعب، والتمارين الهوائية.

‌‌‌‌أمور يجب أخذها في الاعتبار للمكمل العملي للرياضيين النباتيين

المكملات المذكورة في هذه القائمة قد أُدرجت بسبب البحوث التي وجدت باستمرار أنها ذات قيمة للأداء، ولكن أيضاً لأن الرياضيين النباتيين لديهم قائمة من الاعتبارات الغذائية الفريدة التي يجب مراعاتها. 

إذا كان النظام الغذائي به انخفاض طبيعي في فيتامين أو معدن أو مركب ثبت أنه يساعد على تحسين الأداء، فمن الجيد على الأقل استكشاف كيفية استخدامه بفعالية لتحقيق أهدافك وتلبية احتياجاتك. ففي النهاية، إذا كان يمكن أن يساعد بقدر قليل من المشاكل، فمن المحتمل أنه يستحق تناوله لتعزيز الأداء. 

المكملات المذكورة أعلاه آمنة بشكل عام عند تناولها بانتظام، ولكن كما هو الحال دائماً، قبل إضافة أي مكمل جديد في النظام اليومي والنظام الغذائي، من الجيد استشارة طبيب متخصص أولاً.

المراجع:

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3447149/
  2. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6358922/
  3. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/12945828/
  4. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2780977/
  5. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6265971/
  6. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/14600563/
  7. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5598028/
  8. https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26175657/