ثمرة الجوز وعلاقتها بصحة القناة الهضمية

بينما توجد العديد من الأطعمة الفائقة التي يمكنها المساعدة في تحسين صحة القناة الهضمية، إلا أن هذا المكون اللذيذ يتصدر القائمة. يوجد نوعان من هذه الوجبة الخفيفة الغنية بالعناصر الغذائية، وهما الأسود والإنجليزي. الموطن الأصل للنوع الأسود هو شرق أمريكا الشمالية، ويعود أصل النوع الإنجليزي إلى إيران (بلاد فارس). أضف هذه المكسرات إلى السلطة، لتقرمشها مع الكعك، أو اخلطها في محضرة الطعام للحصول على البديل النباتي للحوم الشهير الذي تشتهر به تلك المكسرات. مهما كانت الطريقة التي تأكلها بها، فإن  الجوز  هو العنصر الرئيسي الذي يجب عليك دمجه في نظامك الغذائي من أجل صحة مثلى للقناة الهضمية.

الفوائد الصحية للجوز

يحتوي الجوز على العديد من الفوائد الصحية بالإضافة إلى كونه يمثل محطة توليد القوة لصحة القناة الهضمية. فهو غني بمضادات الأكسدة و أوميغا 3 f والأحماض الدهنية، وكلاهما مهم للوظائف السليمة للخلايا. تظهر الدراسات أيضًا أن الجوز من الممكن أن يساعدك في التحكم في مرض السكري من النوع 2 عن طريق خفض مستويات السكر في الدم والهيموجلوبين السكري (A1C) أثناء الصيام. توضح دراسات إضافية أن تناول الجوز من الممكن أن يتسبب في خفض ضغط الدم لدى البالغين الذين يعانون من الإجهاد أو الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم.

قد يدعم الجوز أيضًا وظائف المخ والتقدم في السن بطريقة صحية. ارتبطت التأثيرات مثل سرعات المعالجة الأسرع والذاكرة الأفضل بتناول الجوز. يرجع تحسن مستويات الكوليسترول أيضًا إلى تناول الجوز. تبين أن البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDLs)، أو مستويات الكوليسترول الضار، تنخفض بنسبة 5% عندما يستهلك البالغون الأصحاء 1.5 أونصة من الجوز كل يوم لمدة ثمانية أسابيع.

وقد لوحظ أيضًا أن صحة الحيوانات المنوية تظهر تحسنًا مع الاستهلاك المنتظم للجوز. كل من حركة الحيوانات المنوية وشكلها وحيويتها تظهر تحسنًا عندما يكون الجوز جزءًا من النظام الغذائي للرجل باستمرار.

في حين أن كل من هذه الفوائد تظهر أن للجوز سمات صحية استثنائية، فإن الفوائد الصحية للقناة الهضمية تجعل الجوز العنصر المتصدر لصحة وعافية الجهاز الهضمي.

قد يكون الجوز مضادًا للالتهابات

نظرًا لأن  الجوز  غني بمادة البوليفينول، فإنه يمكنه أن يساعد في مكافحة الالتهاب في القناة الهضمية. أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي، ترجع جذورها إلى التهاب القناة الهضمية.

على وجه التحديد، فإن الإيلاجيتانين وهو نوع من البوليفينول، يتم تحويله إلى يوروليثين بواسطة البكتيريا النافعة في الأمعاء. من المعروف أن اليوروليثين تحمي الأمعاء من العمليات الالتهابية.

المغنيسيومهو معدن موجود في الجوز. بفضل خصائص المغنيسيوم المضادة للالتهابات، فإنه قد يساعد في تهدئة الأمعاء الملتهبة. تشير العديد من الدراسات أن الذين يتناولون مكملات المغنيسيوم أظهروا انخفاض مستويات البروتين التفاعلي سي (CRP)، وهو مؤشر للالتهاب في المصابين بالتهاب مزمن.

نفس  أحماض أوميغا 3 الدهنية  التي تدعم صحة الخلايا في جميع أنحاء الجسم، ولها أيضًا تأثيرات مضادة للالتهابات على القناة الهضمية. أظهرت دراسات مختلفة وجود علاقة بين تناول كميات كبيرة من أوميغا 3 والحد من الالتهاب. يُعرف أوميغا 3 على وجه التحديد بقدرته على تقليل الجزيئات الالتهابية مثل السيتوكينات وإيكوزانويد. الجوز مصدر غني لأحماض أوميغا 3 الدهنية.

الجوز غني أيضًا  بالأرجينين. تظهر الدراسات العلمية أن الأرجينين يعرض خصائص مضادة للالتهابات بما في ذلك الحد من إفراز السيتوكين الالتهابي.

الالتهاب هو أصل معظم الأمراض المزمنة، بما في ذلك تلك الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي. يحتوي الجوز على قدرٍ وفير من المغذيات الدقيقة التي تقلل من الالتهاب في الأمعاء والجسم كله مما قد يؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة.

قد يدعم الجوز الكائنات الدقيقة (ميكروبيوم) في الأمعاء الصحي

الأمعاء المليئة بالبكتيريا النافعة والصحية تكون سعيدة وتعمل بشكل أفضل من الأمعاء بدون ازدهار البكتيريا الصحيحة. وقد ثبت أن  الجوز  يدعم النمو الصحي للبكتيريا في الأمعاء.

أوضحت إحدى الدراسات أنه عندما تناول المشاركون 1.5 أونصة من الجوز يوميًا لمدة ثمانية أسابيع، زادت البكتيريا النافعة لديهم، مقارنةً بوقت عدم تناولهم للجوز. لوحظ أن مستقلب بكتيري محدد يسمى الزبدات يزداد مع الاستهلاك اليومي للجوز. الزبدات هي دهون تغذي أمعائك.

إن استهلاك الجوز بانتظام لتحسين صحة القناة الهضمية سيؤدي بدوره إلى تحسين صحتك العامة. يؤدي عدم التوازن في ميكروبيوم الأمعاء والنمو المفرط للبكتيريا الضارة في الأمعاء إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة والقولون العصبي والنمو البكتيري المعوي الدقيق (SIBO) والتوحد وأمراض القلب.

الجوز مصدر جيد للألياف

تحتاج القناة الهضمية الصحية إلى أن كل ما يتم تناوله يتم إخراجه في الوقت المناسب. الألياف  هي إحدى الطرق الأساسية التي يمكننا من خلالها مساعدة أحشائنا على تحريك الأشياء ومنع الإمساك.  الجوز، بالإضافة إلى  اللوز  و جوز البقان، من المعروف أنها تحتوي على نسبة ألياف أعلى من المكسرات الأخرى.

بوضع 5 جرامات من الألياف في كوب واحد فقط، أو 2 جرام في أونصة واحدة فقط، فإن الجوز مصدر غني بالألياف اللازمة للأمعاء الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، توفر أونصة واحدة من الجوز 4 جرامات من البروتين و 18 جرامًا من الدهون الصحية وصفرًا من الكوليسترول و185 سعرًا حراريًا. كل ذلك يجعل الجوز وجبة خفيفة صحية ومغذية ومشبعة. أونصة واحدة من الجوز تعادل حوالي 14 شطر جوز.

طرق لذيذة للاستمتاع بالجوز

الآن بعد أن فهمت الفوائد الغذائية الهائلة التي يقدمها الجوز، فقد حان الوقت لاكتشاف 6 طرق مبتكرة للاستمتاع بالأطعمة الفائقة التي ستفضلها لصحة القناة الهضمية.

1. إضافة مقرمشة

يُعد رش حفنة من الجوز على السلطة، و الشوفانوالحبوب، أو الزبادي هو طريقة رائعة للاستمتاع بالفوائد الصحية لهذه الوجبة المرضية مع إضافة ملمس وقرمشة إلى طبق بسيط. نكهتها المعتدلة تجعلها متعددة الاستخدامات وسهلة المزج مع كل من الأطعمة الحلوة والمالحة على حدٍ سواء.

2. يُعتمد عليه وحده بدون إضافات

الجوز يعتبر وجبة خفيفة جيدة لوحده. الأونصة هي جرعة مقبولة أو حوالي 14 شطرًا. تناولها كوجبة خفيفة في الصباح الباكر أو كوجبة خفيفة في منتصف النهار. احتفظ بحقيبة صغيرة منها في حقيبتك عندما تداهمك لحظات الجوع تلك لتتوقف لتناول وجبات سريعة غير صحية. الجوز مفيد أيضًا للصغار الذين قد يطلبون وجبة خفيفة لذيذة أثناء التنقل.

3. فرحة الحلوى المخبوزة

سواء كان ذلك الكعك بالشوكولاته أو البسكويت أو الكيك، فإن الجوز المخبوز داخل الحلوى المفضلة لديك يمكن أن يرفع من متعة تقليدية إلى متعة أخرى ذات طبقات مقرمشة. فقط تأكد من عدم إصابة أي شخص بحساسية الجوز قبل مشاركتها في الموائد المشتركة القادمة حيث يصعب رؤيتها في الحلوى المخبوزة.

4. بديل نباتي للحوم

تستخدم العديد من الوصفات الجوز كبديل نباتي للحوم، وأحد الوصفات المفضلة هي لحم التاكو النباتي. يمكنك الجمع بين الجوز والفطر الصغير والتوابل للحصول على خليط مشابه تمامًا لقوام ونكهة لحم التاكو الحقيقي. استمتع بهذا المكون اللذيذ بالفلفل الحار أو الناتشوز أو حتى اصنع سلطة التاكو.  صلصة الصوياومعجون الطماطم وزيت الزيتون والكمون  والفلفل الحلو المدخنومسحوق الثوم  ومسحوق البصل  هي المكونات السرية للحم تاكو النباتي الذي سيحبه الجميع.

5. منقوع للحصول على أقصى امتصاص للمغذيات

انقع أونصة من الجوز في الماء طوال الليل لتليينها قبل تناولها. يساعد هذا الإجراء الأمعاء على تكسيرها بسهولة وكفاءة أكبر، مما يسهل على جسمك امتصاص العناصر الغذائية. يسهل هضم الجوز المنقوع ولا يزال مذاقه رائعًا.

6. عصير الأطعمة الفائقة

يمكنك إضافتها إلى الخلاط مع الفواكه، وحليب اللوز، والثلج، والسبانخ،  ومسحوق البروتين، أو ببساطة طحنها ورشها أعلى العصير المخلوط. يضيف الجوز تغذية رائعة إلى العصير ويساعد على الشعور بالشبع، خاصة إذا كان عصيرك بديلاً عن الوجبة. يمكنك استخدام الجوز الطازج، لكن قد ترغب في نقعه في الماء لمدة 10-15 دقيقة لتليينه لخلطه بسهولة. يبدو أن عصير الجوز والموز وصفة شهيرة.

الخلاصة

بغض النظر عن نظرتك إليه، لا يمكنك أن تخطئ بدمج  الجوز  في نظامك الغذائي اليومي. بدءًا من الفوائد الصحية ومرورًا بطرق الاستهلاك المتنوعة، فإن الجوز لديه ميزات جيدة ليقدمها للجميع.

يجب أن نعمل جميعًا على تقليل الالتهاب في أجسامنا لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة. يوفر الجوز العديد من المسارات لتقليل الالتهاب مع مجموعة متنوعة من المغذيات الدقيقة المضادة للالتهابات المتاحة.

يجب أن تكون الكائنات الدقيقة (ميكروبيوتا) القناة الهضمية الصحية هدفًا مشتركًا أيضًا. أثبتت العديد من الدراسات أن البكتيريا الجيدة في القناة الهضمية ضرورية للصحة العامة الجيدة. يساعد الجوز في دعم نمو البكتيريا الصحية التي تغذي أمعائنا.

معظم الأشخاص، البالغين والأطفال على حدٍ سواء، لا يتناولون ما يكفي من الألياف. الجوز مصدر كبير للألياف، مما يساعد على حركة الأمعاء وعملية إزالة السموم.

سواء كنت تطمح إلى خفض نسبة الكوليسترول، أو مستويات السكر في الدم، أو تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى، يمكن أن يساعدك الجوز على تحقيق كل هذه الأهداف بطريقة لذيذة وممتعة.

الجوز هو خير مثال على الغذاء هو الدواء.

المراجع:

  1. Bamberger C, Rossmeier A, Lechner K, et al. A Walnut-Enriched Diet Reduces Lipids in Healthy Caucasian Subjects, Independent of Recommended Macronutrient Replacement and Time Point of Consumption: a Prospective, Randomized, Controlled Trial. Nutrients. 2017;9(10):1097. Published 2017 Oct 6. doi:10.3390/nu9101097
  2. Sánchez-González C, Ciudad CJ, Noé V, Izquierdo-Pulido M. Health benefits of walnut polyphenols: An exploration beyond their lipid profile. Crit Rev Food Sci Nutr. 2017;57(16):3373-3383. doi:10.1080/10408398.2015.1126218
  3. Simental-Mendia LE, Sahebkar A, Rodriguez-Moran M, Zambrano-Galvan G, Guerrero-Romero F. Effect of Magnesium Supplementation on Plasma C-reactive Protein Concentrations: A Systematic Review and Meta-Analysis of Randomized Controlled Trials. Curr Pharm Des. 2017;23(31):4678-4686. doi:10.2174/1381612823666170525153605
  4. Zhang YJ, Li S, Gan RY, Zhou T, Xu DP, Li HB. Impacts of gut bacteria on human health and diseases. Int J Mol Sci. 2015;16(4):7493-7519. Published 2015 Apr 2. doi:10.3390/ijms16047493
  5. Holscher HD, Guetterman HM, Swanson KS, et al. Walnut Consumption Alters the Gastrointestinal Microbiota, Microbially Derived Secondary Bile Acids, and Health Markers in Healthy Adults: A Randomized Controlled Trial. J Nutr. 2018;148(6):861-867. doi:10.1093/jn/nxy004
  6. Hu ED, Chen DZ, Wu JL, et al. High fiber dietary and sodium butyrate attenuate experimental autoimmune hepatitis through regulation of immune regulatory cells and intestinal barrier. Cell Immunol. 2018;328:24-32. doi:10.1016/j.cellimm.2018.03.003
  7. Bi D, Zhao Y, Jiang R, et al. Phytochemistry, Bioactivity and Potential Impact on Health of Juglans: the Original Plant of Walnut. Nat Prod Commun. 2016;11(6):869-880.
  8. Yin TP, Cai L, Chen Y, et al. Tannins and Antioxidant Activities of the Walnut (Juglans regia) Pellicle. Nat Prod Commun. 2015;10(12):2141-2144.
  9. Hayes D, Angove MJ, Tucci J, Dennis C. Walnuts (Juglans regia) Chemical Composition and Research in Human Health. Crit Rev Food Sci Nutr. 2016;56(8):1231-1241. doi:10.1080/10408398.2012.760516
  10. Farr OM, Tuccinardi D, Upadhyay J, Oussaada SM, Mantzoros CS. Walnut consumption increases activation of the insula to highly desirable food cues: A randomized, double-blind, placebo-controlled, cross-over fMRI study. Diabetes Obes Metab. 2018;20(1):173-177. doi:10.1111/dom.13060
  11. Zibaeenezhad M, Aghasadeghi K, Hakimi H, Yarmohammadi H, Nikaein F. The Effect of Walnut Oil Consumption on Blood Sugar in Patients With Diabetes Mellitus Type 2. Int J Endocrinol Metab. 2016;14(3):e34889. Published 2016 Jul 24. doi:10.5812/ijem.34889
  12. Bitok E, Jaceldo-Siegl K, Rajaram S, et al. Favourable nutrient intake and displacement with long-term walnut supplementation among elderly: results of a randomised trial. Br J Nutr. 2017;118(3):201-209. doi:10.1017/S0007114517001957
  13. Poulose SM, Miller MG, Shukitt-Hale B. Role of walnuts in maintaining brain health with age. J Nutr. 2014;144(4 Suppl):561S-566S. doi:10.3945/jn.113.184838
  14. Robbins WA, Xun L, FitzGerald LZ, Esguerra S, Henning SM, Carpenter CL. Walnuts improve semen quality in men consuming a Western-style diet: randomized control dietary intervention trial. Biol Reprod. 2012;87(4):101. Published 2012 Oct 25. doi:10.1095/biolreprod.112.101634
  15. West SG, Krick AL, Klein LC, et al. Effects of diets high in walnuts and flax oil on hemodynamic responses to stress and vascular endothelial function. J Am Coll Nutr. 2010;29(6):595-603. doi:10.1080/07315724.2010.10719898