على مدى العقد الماضي، كانت هناك شعبية متزايدة للبنجر، وخصوصًا مسحوق جذور البنجر أو الشمندر في مجال المكملات الغذائية واللياقة. عادةً ما تتضمن النقاشات حول مسحوق البنجر ما إذا كان لهذا المكمل فائدة في تحسين القدرة على التحمل والأداء العام المحتمل في صالات اللياقة البدنية.

إذا كنت متردد حيال استعمال مسحوق البنجر، فنأمل أن تساعدك هذه المقالة في التعمق في هذا الموضوع. سنناقش في هذه المقالة سبب كون النترات، وهي المغذيات التي تتواجد بنسبة عالية في مسحوق جذور البنجر، مفيدة لأداء التحمل ، وللصحة العامة، وربما لأدائك في صالات اللياقة البدنية.

من المهم أن نلاحظ أنه مثل الكثير من المكملات الأخرى، ما تزال هناك حاجة للبحث لرسم تعريفات شاملة حول مسحوق البنجر، وعليه سنتناول هنا ما يبرزه البحث الحالي ثم نقترح الأفكار وفقًا لذلك.

لماذا البنجر ومسحوق البنجر؟

يشتهر البنجروجذور البنجر بتركيزها العالي من النترات. كلما ازداد تركيز هذه العناصر الغذائية في أجسامنا، كلما ازدات قدرتنا عمومًا على إنتاج أكسيد النيتريك. أكسيد النيتريك هو جزيء ومركب إشارات مهم في الجسم يساعد على تسهيل آليات فسيولوجية متعددة.

يمكن لأكسيد النيتريك أن يلعب دورًا في عمليات متعددة بالجسم، ومن أكثرها شيوعًا العمل كوسيلة لمساعدة الجسم في توسيع وتضيق الأوعية. إذا كان الجسم قادرًا على توسيع الأوعية الدموية وتضييقها بكفاءة، فيمكنه نقل العناصر الغذائية بكفاءة وتنظيم ضغط الدم وتحفيز إفراز هرمونات معينة.

تتوفر جذور البنجر في الخضروات الكاملة، أو كمكمل غذائي في شكل مسحوق، أو حبوب، أو سائل، أو حتى علكة. عندما يتعلق الأمر بالتمارين، يكون مسحوق البنجر هو الشكل الأكثر شيوعًا.

لماذا مسحوق البنجر للتماربن؟

إذا كان بإمكان أجسامنا العمل بكفاءة مع توسيع وتضيق الأوعية، فسيكون الجسم أكثر استعدادًا للعمل بكفاءة أكبر أثناء التمارين فيما يتعلق بنقل العناصر الغذائية مثل الأكسجين والمركبات الأخرى التي تعزز التمارين مثل الجلوكوز.

عند ممارسة تمارين التحمل، إذا تمكنا من نقل هذه المركبات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، فعندئذ سنكون قادرين من الناحية النظرية على إطالة أنشطتنا وربما تأخير بداية التعب. إذا لم نتمكن من إيصال الأكسجين إلى عضلاتنا بشكل أكثر كفاءة، فقد نواجه إجهادًا كبيرًا في الأداء لاحقًا.

في صالة الألعاب الرياضية، عندما تكون أجسامنا قادرة على نقل العناصر الغذائية بكفاءة أكبر، يمكننا حينئذ "مطاردة المضخات" بشكل أفضل والتي هي أساسًا وراء فكرة التكيف مع تدريب المقاومة الذي ينتج عنه استجابة تضخمية أفضل داخل العضلات. إذا كانت عضلاتنا قادرة على توفير الوقود والأكسجين بكفاءة أكبر، فقد نتمكن من تدريبها لفترة أطول، وهو ما يمكن أن يساعدنا نظريًا في نقلها إلى مستويات أعلى من التوتر الميكانيكي اللازم لتضخيم العضلة.

فوائد مسحوق البنجر

سنناقش في الأسفل فائدتين لمسحوق جذور البنجر في التمارين وسنناقش ما تقترحه بعض الأبحاث حول تناول مسحوق البنجر لتعزيز الأداء في التمارين.

1. قد يساعد في تحسين أداء التحمل

الفائدة الأولى، والأكبر على الأرجح لمسحوق البنجر، هي قدرته على تحسين أداء التحمل. أشارت دراسات عدة إلى أن مسحوق جذور البنجر قد يكون له فائدة صغيرة فيما يتعلق بأداء التحمل، ومن المفترض أن يرجع سبب ذلك إلى قدرته على زيادة نقل الأكسجين.

أشارت إحدى الدراسات إلى أن مكملات عصير البنجر ربما تساعد في تقليل تكلفة الأكسجين أثناء التمرينات المعتدلة والعالية الكثافة. علاوة على ذلك، أشارت الدراسة إلى أن عصير البنجر قد ساعد أيضًا في تاخير وقت الإرهاق للأشخاص محل الدراسة.

في هذه الدراسة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، واستهلكت إحداهما 500 مل يوميًا من عصير البنجر بينما تناولت الأخرى علاجًا وهميًا. ثم خضعت المجموعتان لتمارين معتدلة وعالية الكثافة من اليوم الرابع إلى السادس. لاحظ المُختَبِرون أن مستويات نترات الدم قد ارتفعت في مجموعة عصير البنجر من اليوم الرابع إلى السادس.

2. احتمالية زيادة قدرتنا على التعامل مع التمارين القاسية

هناك فائدة أخرى قد تأتي مع تناول مسحوق جذور البنجر وهي أنه قد يساعد الجسم في خلق تقلصات عضلية أكثر كفاءة. إذا كان بإمكان أجسامنا التعامل بكفاءة مع انقباضات العضلات عالية الكثافة، فعندها سنكون قادرين على إطالة وقت ممارسة التمارين عالية الكثافة.

ركزت إحدى الدراسات المماثلة للدراسة أعلاه على كيفية تأثير عصير البنجر على العضلات في امتصاص الأكسجين الرئوي والتمثيل الغذائي أثناء التمرينات المنخفضة والعالية الكثافة. تناول المشاركون في الدراسة عصير البنجر، ثم شاركوا في جلسات تمارين منخفضة وعالية الكثافة من اليوم الرابع إلى السادس بشكل تدريجي.

في التمارين منخفضة الكثافة، لوحظ أن عصير البنجر قد ساعد في تقليص انخفاض مستويات الفوسفوكرياتين بالعضلات، وفي التمارين عالية الكثافة، لوحظ أن عصير البنجر قد ساعد في تحسين زمن الإرهاق.

قد تكون هذه المعلومات مفيدة للرياضيين ورافعوا الأثقال الذين يشاركون بانتظام في جلسات تدريب عالية الكثافة التي تعد نوبات نشاط متكررة. على سبيل المثال، استخدم المُختَبِرون في الدراستين أعلاه اختبارًا تدريجيًا. في صالة الألعاب الرياضية، قد يبدو الأمر مثل ممارسة مجموعة تمارين عضلية متكررة من أجل تحقيق تعديلات تدريب إيجابية.

من المهم ملاحظة أن كلتا الدراستين هنا استعانت بمجموعات تجريبية أصغر وهناك حاجة لدراسات أكبر لاستخلاص أي استنتاجات أو دلائل محددة تشير إلى كون مسحوق جذور البنجر مجدية دائمًا مع الجميع. قد يأتي مسحوق البنجر بفوائد في تحسين الأداء، ولكنه لن يحل محل خطة تدريب مدروسة جيدًا مع بذل جهود متناسقة.

متى نتناول مسحوق البنجر

يُقترح تناول مسحوق جذر البنجر ما بين 1-3 ساعات قبل التمرين. هذا هو الوقت الذي يُقال أن مستويات نترات الدم قد بلغت فيه ذروتها بسبب استهلاك النترات.

إذا كنت تحاول تحسين استهلاكك لمسحوق جذور البنجر، فإن التجربة في هذا الإطار الزمني قد تكون ذكية وعقلانية. إنها توفر نطاقًا مناسبًا نظرًا لاختلاف معدلات هضم المسحوق من شخص لآخر، وعليه قم بالتجربة لتعرف الأفضل بالنسبة لك

قد يكون من المفيد تجربة أوقات مختلفة من الاستهلاك وكيف ستستهلك عصير البنجر كما سنناقشه أدناه. قد يتأثر كلاهما بأسلوب التدريب الذي تتبعه. على سبيل المثال، إذا كنت لا ترغب في استهلاك أي شيء قبل جلسة التدريب الشاقة، فمن المحتمل أن ترغب في تناول مخفوق البنجر بعيدًا عن جلسة التدريب.

كيف تتناول مسحوق البنجر

هناك عدة طرق لتناول مسحوق جذور البنجر. الطريقة الأكثر شيوعًا هي تناوله ببساطة كمخفوق مستقل ممزوج بكمية محددة من الماء كما هو مبين على عبوة مسحوق البنجر الذي تستخدمه.

الطريقة الثانية هي خلطه بمخفوق للحصول على نكهات ومغذيات إضافية. إليك وصفة سريعة لمخفوق مسحوق جذور البنجر في حال أردت إضافة المسحوق إلى مخفوق عادي.

وصفة مخفوق البروتين بمسحوق البنجر

المكونات

طريقة التحضير:

امزج جميع المكونات معًا حتى تصبح ناعمة.

هذا المخفوق لذيذ ومليء بعناصر غذائية إضافية ويحتوي على البروتين والنترات الموجودة أيضًا بشكل طبيعي في السبانخ

الملاحظات النهائية

مسحوق البنجر قد يكون وسيلة رائعة لاحتياجاتك ورغباتك التدريبية مع فوائدة المحتملة لأداء التحمل والفوائد الصحية الأخرى، يمكن أن يكون مسحوق جذور البنجر شراب فواكه قوي في تمارينك الأسبوعية.

قبل استخدام أي مكمل جديد في نظامك، من الأفضل دائمًا استشارة طبيبك المختص أولاً.

المراجع:

  1. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5295087/  
  2. https://jissn.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12970-017-0204-9