.حمض الهيالورنونيك قد يحمل المفتاح لعلاج التهاب المفاصل 

منذ عدة أعوام، أعلنت مذيعة إي بي سي نيوز كوني تشونغ عن وجود قرية يابانية تدعى يوزوري هارا تشتهر بطول عمر سكانها. ولا يعيش سكانها عمرا طويلا وبصحة جيدة حتى 90 فقط، بل يبدون أصغر عمرا بسبب جلدهم  الخالي من التجاعيد، ونادرا ما يعانون من حالات المرض الشائعة المرتبطة بالتقدم بالعمر.

أرجع الأطباء صحة القرويين وشبابهم إلى حميتهم الغذائية. فخلافا للكثير من مناطق اليابان التي تزرع الأرز، منطقة يوزوري هارا المليئة بالتلال مناسبة أكثر لزراعة أنواع متعددة من النباتات ذات الجذور والتي تعرف بغناها بحمض الهيالورونيك. هذا المركب يلعب دورا كبيرا في صحة الإنسان ومن خلال رفع معدل تناولهم لهذا الحمض، استفاد القرويون من تأثيره الإيجابي على صحتهم.

ما هو حمض الهيالورونيك وماذا يفعل؟

حمض الهيالورونيك هو من عديدات السكاريد المخاطية اللزجة التي ينتجها جسمنا بشكل طبيعي. وهو مكون من المادة الأرضية أو "الملاط الخارج خلوي" الذي يربط أنسجتنا ببعضها. كما يقدم دعما هيكليا لجلدنا ومفاصلنا، وعضلاتنا، وأربطتنا وأوتارنا.

على الرغم من وجود حمض الهيالورونيك بشكل طبيعي في كل خلية من الجسم، إلا أنه مركز في نسيج الجلد. في الحقيقة، تقريبا 50 بالمائة من حمض الهيالورونيك موجود في الجلد، في الطبقات المرئية والمستويات الأعمق من البشرة. وعندما نتقدم في العمر، تتناقص مستويات حمض الهيالورونيك الطبيعية – عادة تتناقص بنسبة 80 بالمائة بين عامي 40 و70. خسارة حمض الهيالورونيك في الجلد يؤدي إلى التجاعيد، والمرونة المتناقصة والجفاف. ولحسن الحظ، فإن تقوية حمض الهيالورونيك (45-200 ملغ يوميا) أثبت زيادة في مستويات حمض الهيالورونيك ويساعد في إنقاص هذه التأثيرات من خلال دعم إنتاج الجسم للكولاجين.

حمض الهيالورونيك يحسن صحة المفاصل

إن فقدان حمض الهيالورونيك داخل المفاصل يعد المساهم الرئيسي في مرض الفصل العظمي، والذي يشخص بارتكاس الغضروف. وبالإضافة إلى سلفات  الغلوكوزامين والكولاجين، يعد حمض الهيالورونيك مكونا رئيسيا لصحة الغضروف. فانخفاض مستوى حمض الهيالورونيك في عمر 40 عاما أو ما يقاربه، قد يكون المستوى الرئيسي لارتكاس الغضروف لدى العديد من الأشخاص.

أظهر حقن حمض الهيالورونيك داخل مفاصل الأشخاص الذين يعانون من الفصل العظمي (وهو علاج يدعى بالتقوية اللزجة viscosupplementation) تأثيرا مفيدا على الألم، ووظائف المفاصل، وأعراض أخرى. ولكن الحقن قد لا يكون ضروريا- فتناول مكملات حمض الهيالورونيك قد تكون أيضا وسيلة ناجعة لزيادة حمض الهيالورونيك وتحسين أعراض الفصل العظمي.

ثلاثة دراسات مزدوجة التعمية ومموهة قدمت دلائل بخصوص استخدام مكملات حمض الهيالورونيك. في الدراسة الأولى، 20 مصابا بالفصل العظمي تم إعطاؤهم إما مكملات حمض الهيالورونيك (80 ملغ) أو علاج وهمي لمدة ثمانية أيام. تحسنت نتائج المصابين بالألم بشكل كبير في مجموعة حمض الهيالورونيك مقارنة بمجموعة العلاج الوهمي. في الدراسة الثانية، تم اختيار 60 مريضا مشخصا بالفصل العظمي تم إعطاؤهم بشكل عشوائي إما 200 ملغ من حمض الهيالورونيك، ، 100 ملغ من حمض الهيالورونيك، أو علاجا وهميا لمدة ثمانية أيام. والأشخاص الذين عانوا من أكبر الآلام شهدو تحسنا واضحا ونتائج كلية جيدة للأعراض مع 200 ملغ من حمض الهيالورونيك، وليس مع مكملات 100 ملغ.

وفي الدراسة الأخيرة، والتي أجريت في مستشفى جي آر طوكيو العام، عدد من المرضى الذي يعانون من الفصل العظمي والذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 70 عاما، استهلكوا 200 ملغ من Hyabest يوميا (وهي الشكل النقي جدا من مادة حمض الهيالورونيك) ظهرت لديهم تحسنات في أعراض المرض خلال 12 شهرا.

المناعة

أظهرت الأبحاث أن الجسم وبشكل دائم يحاول إصلاح نفسه وهذا الإصلاح ممكن بالكامل إذا توافرت أدوات البناء. إن كنت تعاني من الفصل العظمي، ركز على العلاجات والمكملات التي تساعد في تخفيض معدل الضرر وتعزيز مصفوفة الغضروف وتجديدها. ولهذا الهدف، أنت بحاجة إلى عوامل طبيعية قيمة جدا مثل حمض الهيالورونيك.